أخي الكريم،
ما سبق كان لمحة عن الانجازات التي حققتها جمعيتنا .. وحصاد لزرع نبت برعاية الله ، واستقام بسقي المحسنين وتعاون الإخوة المؤازرين والعاملين قد تكون الغلال وافية في مواسم أكثر من أُخر ، ولكن ما كانت سلال إنجازاتنا يوماً خاوية بكرم الله وفضله قد تكون هذه السنوات عجافاً .
ولكننا رغم هذا ، فقد علمَّنا الإسلام الحنيف كيف نصنع من الضيق سلماً للفرج ، ومن الديون حافزاً للعمل ، ومن النار التي تحرق وقوداً يدفع، ومن إحباط مجتمعنا محركاً للأمل ، ومن أنين الشكوى لحناً يحفز للإقدام واقتحام الصعاب ... ولأن الإصلاح رسالة الأنبياء والعلماء العاملين ، فإن الأعباء المالية لن تتحول إلى قيد يغل الأيدي عن العمل ويقعد الهمم عن متابعة المسير لأن ثقتنا بالله العزيز الكريم الذي بيده خزائن السموات والأرض ثم بأهل الخير والإحسان أكبر من أي عائق .
ولأنه لا لن يغلب عسر يسرين كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، سنمضي نعمل ونبني ونربي ونعلم ونجاهد في سبيل الله .
لذلك ، فإن الجمعية تؤكد لجميع الإخوة الكرام في كافة أقطار العالم الذين قاموا بمؤازرتها مادياً ومعنوياً، ولأهل الخير والعطاء أنها حريصة على تحقيق أهدافها السامية وتدعو الجميع الى مد يد المساعدة ومضاعفة جهودهم وعطاءاتهم ، كي تستمر في طريقها القويم، والنهوض بالمسؤولية الجسام الملقاة على عاتقها ، عملاً بقول الله تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " وإننا واثقون انه لا يزال في الأمة رجال يحبون الله ورسوله ويقرضون الله القرض الحسن .. ولمثل هذا فليعمل العاملون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .
لذا، فنحن نناشد كل مؤمن بأن فضائل الإسلام وتعاليمه هي الوسيلة المثلى لإصلاح مجتمع كاد ان ينحرف نحو التفسخ والإنحلال .
وهي المواجهة الحقيقية لمخاطر ضياع القيم الأخلاقية والمثل الإنسانية بل ضياع الثقة والأمانة بين الناس ...
فإلى كل من يفرحه رؤية شمس الاسلام تضيء مجدداً المجتمعات وتنير عقول الأجيال الطالعة وتسدد خطاها وإلى جميع الأغنياء والأتقياء نداؤنا لتوجيه بعض زكاة أموالكم وصدقاتكم إكمال هذا الصرح الإسلامي الإصلاحي الإنساني ليكتب لكم ثواب كل من علّم وتعلم فيه ... ما دام الصرح قائماً .. يطلق العقول من قيود الجهل والتخلف إلى نور العلم والحضارة .. حضارة الإسلام .. وأَنعِم بها من حضارة .