في انتساب رجل الدين إلى الأحزاب والحركات الإسلامية
مما لا شك فيه قبل كل شيء أن الوعي بأهمية العمل الجماعي سواء في المجال الاجتماعي ، أو الخيري أو السياسي ما يزال منحسراً في عالمنا الإسلامي الذي عانى خلال عقود طويلة من أقصاه إلى أدناه من مرارة الاستعمار الذي نزع بذور الفرقة والتناحر ولم يكن هناك في مجال لعمل جماعي فنظم استمر لقرون ما خلا بعض الإستثناءات على صعيد الأزهر والزيتونة إضافة إلى الطرق الصوفية التي لها إطاراً خاص لا تتجاوزه وحداً لا تتعداه.
وإذا كان مقياس الوعي السياسي في العالم الغربي يقاس بمدى المشاركة في الأحزاب والفعاليات السياسية التي تعتبر من أركان النظام الديمقراطي الليبرالي ، فإنه ما يزال النفوز هو السائد من فكرة الانخراط بالأحزاب أو الحركات في عالمنا الإسلامي ، ولا يزال الشارع يطلق عبارة " قاتل الله الأحزاب " لكي تعم هذه الصيغة الصالح والطالح وتأخذ الأول بجريرة الأخير . وإذا كانت هذه المقولة السابقة حظيت بالقبول عند غالبية المتدينين وخصوصاً التقليديين منهم وكبار السن فإن مقولات أخرى قد حظيت بإهتمام أكبر وهو " قاتل الله السياسة" ومقولة " ما دخلت السياسة شيئاً إلا أفسدته " و " الحائط الحائط وقبل ربي أوصلني للبيت " وإذا كانت بعض هذه المقولات له وجه من الصحة إلا أن التعميم فيها غير جائز .