التحديات التربوية: مشكلات وحلول
المواضيع المطروحة: إن المجلس العلمي في معهد طرابلس الجامعي للدراسات الإسلامية، التابع
لجمعية الإصلاح الإسلامية، انطلاقا من شعوره بالمسؤولية أمام الله تعالى عمل
بالتعاون مع أهل العلم والاختصاص في التربية والتعليم لإقامة "المؤتمر التربوي
الإسلامي الثالث" الذي بحث في طرق معالجة المشكلات التربوية والتعليمية التي تعاني
منها الناشئة والمؤسسات التربوية الرسمية والإسلامية الخاصة في لبنان. وذلك تحت
شعار: " في سبيل غد أفضل وبناء إنسان أمثل".
وبرعاية الله وتوفيقه افتتح المؤتمر أعماله يوم الأحد بتاريخ 21 ذي الحجة 1415هـ
الموافق 21/5/1995م في مسرح الإصلاح الإسلامي بطرابلس بحضور ومشاركة الهيئات
والشخصيات الكريمة التالية:
1- الأزهر الشريف
2- هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في جدة.
3- دار الفتوى.
4- المجلس الشرعي الإسلامي الشيعي الأعلى.
5- دولة الرئيس الدكتور أمين الحافظ.
6- وزارة التربية الوطنية والشباب والرياضة.
7- النواب السادة: الدكتور الداعية فتحي يكن - الدكتور زهير العبيدي - الأستاذ أسعد
هرموش - الأستاذ محمد عبد اللطيف كبارة - النائب نائلة معوض.
8- جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت.
9-جمعية التعليم الديني الإسلامي في بيروت.
10- مركز عمر مختار التربوي في البقاع.
11- فضيلة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي - كلية الشريعة في جامعة دمشق.
12- فضيلة الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي - كلية الشريعة في جامعة دمشق.
13- سماحة الشيخ خليل الميس - مفتي البقاع ومدير أزهر لبنان.
14- سعادة الدكتور هشام نشابة - رئيس المعهد العالي للدراسات الإسلامية في بيروت.
15- فضيلة القاضي الشيخ فيصل مولوي - الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان.
16-سماحة الشيخ الأستاذ عبد الفتاح البزم - مفتي دمشق.
17- مجمع أبي النور الإسلامي في دمشق.
18- الأستاذ الدكتور يوسف الصميلي - المدير العام لمركز عمر مختار التربوي في
البقاع.
19-الدكتور نزيه كبارة - رئيس المجلس الثقافي في الشمال.
20- الدكتور محمد علي ضناوي - رئيس جمعية الإنقاذ الإسلامية.
21- نخبة من السادة العلماء والشخصيات الرسمية والعاملين في حقل التربية والتعليم.
22-المؤسسات التربوية الإسلامية في طرابلس والشمال.
ست وعشرون محاضرة ألقيت خلال ستة أيام وتناولت المواضيع التالية:
1- " إفرازات الحرب اللبنانية وآثارها التربوية والنفسية" .
حاضر فيه: أ. الدكتور علي لاغا والدكتور نزيه كبارة والدكتور محمد نابلسي والدكتور
حسن الصديق.
2- " تأهيل وإعداد المعلم ومشكلاته".
حاضر فيه: الدكتور رفيق عيدو والدكتور رياض عارف الجبان والدكتور نزيه كبارة
والأستاذ محمد سماحة و الدكتور علي لاغا والدكتور حسن الصديق.
3- " الصحوة الإسلامية بين التطرف والاعتدال".
حاضر فيه: فضيلة القاضي الشيخ فيصل مولوي والدكتور محمد علي ضناوي والدكتور النائب
فتحي يكن وفضيلة الشيخ الدكتور أسامة الرفاعي.
4- " تعديل مناهج تدريس اللغة العربية".
حاضر فيه: الدكتور محمد قاسم والدكتور يوسف الصميلي والدكتور أحمد الحمصي وفضيلة
الأستاذ خليل الأيوبي.
5- " خطة النهوض التربوي الرسمية" . ( دراسة نقدية).
حاضر فيه : الدكتور هشام نشابة والدكتور محمد شندب والدكتور يوسف الصميلي والنائب
الدكتور زهير العبيدي.
6- " مواجهة الغزو الثقافي الصهيوني والأجنبي".
حاضر فيه: فضيلة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وفضيلة الشيخ الدكتور وهبة
الزحيلي وسماحة المفتي الشيخ خليل الميس والدكتور محمد خضر وسماحة المفتي الشيخ عبد
الفتاح البزم . .
7- " حوار مفتوح" تولى فيه فضيلة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الرد على
أسئلة الجمهور . .
توصيات المؤتمر: أصدر المؤتمر المقررات والتوصيات التالية:
التوصيات والمقررات
أولا: في المجال الفكري:
1- تعميق الروح الإيمانية بالله عز وجل، ونشر العلوم الشرعية لمواجهة الضغوطات
النفسية وتحصين المجتمع من كل الآثار النفسية التي خلفتها الحرب اللبنانية، وتعزيز
القيم والمثل العليا، لأن الضوابط الأخلاقية تحمي المجتمع من الفساد والانهيار.
2- العمل على تزكية النفس إيمانيا ، وتصحيح مفهوم الإسلام في عقول أفراد هذه الأمة
وإعادة سلطانه الحقيقي إلى أفئدتنا، وتوجيه الإرادة، وانبعاث العزيمة نحو التغيير
الذاتي الأفضل مع الله تعالى ليحقق الله لنا التغيير المادي.
3- الدعوة إلى الاعتدال ونبذ التطرف والغلو في الدين، وعدم التعصب للمذاهب الفقهية
أو الجماعات الإسلامية على اختلافها والنظر إلى المسائل الخلافية في الفقه الإسلامي
بعين الرضا واعتبارها رحمة بالأمة.
4- الحرص على فهم مقاصد الشريعة لحفظ مصالح الناس، وتقديم الأولى فالأولى في
القضايا الفكرية المطروحة على الساحة الإسلامية، والتزام الحوار الهادئ ، والمجادلة
بالتي هي أحسن، واحترام رأي المخالفين ما دامت آراؤهم تستند إلى أدلة صحيحة في
نظرهم، وتحسين الظن بهذه الأمة المرحومة والحرص على الألفة والمودة بين المؤمنين.
5- عدم إطلاق لفظتي التبديع، والتكفير في المسائل الاجتهادية، وعدم نقض الاجتهاد
بالاجتهاد.
6- إنشاء مؤسسات ثقافية عربية إسلامية عالمية لها وسائلها الإعلامية المتطورة
وجهازها الفاعل، وميزانيتها القادرة لمتابعة كل جديد، ورفع شعار الوحدة لمواجهة
التجزئة في جميع المجالات.
7- رصد الكتب والدوريات في كل المجالات الموجهة ضد الأمة، والرد على الهجمات
الثقافية ضد الإسلام وديار المسلمين.
8- تحرير وسائل الإعلام المختلفة من التبعية الفكرية المعادية.
9- إعداد الأجيال الناشئة الصالحة التي تتمتع بالحصانة الفكرية، ومعالجة مشكلات
الشباب والأسرة والمرأة للقضاء على الفقر، والجهل والمرض وتدعيم الوضع الاقتصادي
للحد من حالات البؤس والفقر، ووضع خطة جماعية واضحة المعالم وبذل كل الطاقات
لتحقيقها، مع تحديد الهدف خارج ذواتنا، ومعرفة ماذا نعلم؟ ولماذا نتعلم؟
10- الدعوة إلى عقد المؤتمرات العلمية في البلدان الغربية وإقامة صلات علمية
بالمبشرين والمستشرقين لبيان جوانب الخطأ والمغالطة، وذلك لمواجهة الغزو الثقافي
الغربي والوقوف أمام الدعاية الصهيونية النشطة في كل أنحاء العالم.
ثانيا: في المجال التربوي:
1- وجوب توفر الشروط الفطرية عند اختيار المعلم، وضرورة إعداده قبل الدخول في
الخدمة، واستمرار تدريبه أثناءها، وربط تخصصه العالي، وأنشطته العلمية بالمواد التي
يدرسها، وأن تكون شهادة البكالوريوس، أو الكفاءة في التربية هي الحد الأدنى للمدرس
في المرحلة الابتدائية، والتفرغ التام للمؤسسة التربوية التي يعمل بها.
2- إجراء دورات تأهيلية لمديري المدارس.
3- الطلب من الوزارات المختصة بالشأن التربوي:
أ- العمل على تحرير النظام التعليمي اللبناني من التبعية للنظام التعليمي الفرنسي.
ب- إعداد خطة تربوية شاملة لمواجهة الغزو الثقافي الصهيوني والأجنبي، وأن يكون مبدأ
الإيمان بالله
تعالى من أهداف الخطة ومرتكزاتها الأساسية، والاهتمام بالتربية الدينية التي هي
غذاء العقل والقلب
والروح.
ج- المبادرة إلى تعريب مناهج العلوم والرياضيات في المرحلتين المتوسطة والثانوية.
د- التركيز على دور الإعلام التربوي وإعداد برامج تعليمية تلفزيونية.
هـ- ربط علامة الطالب بمستجدات نشاطه، بأن تترك له الفرصة لرفع مستوى علاماته.
و- إيلاء الأنشطة اللاصفية مزيدا من الاهتمام.
ز- تعزيز مستوى التعليم في المدرسة الرسمية.
ح- تنشيط المدارس الفنية المتخصصة استجابة لحاجات سوق العمل في لبنان والخارج.
ط- تخفيض عدد دور المعلمين، والاكتفاء بدار واحدة في كل محافظة حرصا على رفع مستوى
المعلم.
ي- اعتماد المعلم الواحد للصف الواحد في الصفوف الابتدائية الدنيا.
ك- إنصاف المعلمين ماديا ومعنويا من أجل النهوض بالوطن.
ل-إعادة صياغة منهج تربوي تجريبي يوصل إلى تعميق قدرة الطالب في اختصاصه ودفعه
للإنتاج بدلا من الاستهلاك.
م- الحد من كمية المواد التي تعطى للطالب في كل المراحل التعليمية، والتركيز على
الجوانب ذات العلاقة بالاختصاص.
ن- قيام المؤسسات التربوية في لبنان ( رسمية وخاصة) بإعادة تأهيل المجتمع وذلك
يرتكز على محورين:
أ- إقامة دورات مسائية تشمل كل الذين هم خارج المدرسة بحيث تغطي الدورات كل الجوانب
اللازمة في
المجتمع.
ب- إنشاء مراكز للتأهيل المهني على اختلاف أنواعه لاستقطاب كل الطاقات البشرية
المعطلة وإشراكها في
دورة الإنتاج.
- إنشاء مؤسسات خاصة تقوم بدراسة يصار في نهايتها إلى الحد من العنوسة عند الشباب
والفتيات للتخفيف من هول الكارثة القادمة.
ثالثا : في مجال تعزيز اللغة الأم وترشيد تدريسها يوصي المؤتمر بما يلي:
1- الأهداف العامة وحسن تحقيقها:
أ- الابتعاد عن التلقين واعتماد سياسة التكوين المعرفي عند التلميذ.
ب- منع استخدام العامية في حصص اللغة العربية والمواد المدرسة بها وتوظيف مقررات
المجامع اللغوية
في رفد الكتاب المدرسي بالجديد من المفردات والمصطلحات واستبعاد كل كتاب مدرسي
يستخدم ألفاظا من
العامية.
ج- تكثيف الأنشطة الصفية وغير الصفية، ومنح الطلاب والتلامذة الفرص الآتية:
- المطالعة الهادفة.
- المشاركة في اختيار أنواع الأنشطة الأخرى.
د- استخدام وسائل إيضاح عصرية سمعية وبصرية.
هـ- التركيز على تنمية المنطق عند التلميذ باعتماد طرق التحليل ، والتركيب والنقد
والمقارنة والتذوق.
2- في مجال المهارات اللغوية:
أ- في المرحلة الابتدائية:
1- التركيز على دور اللغة باعتبارها وسيلة للتعبير عن أحاسيس المتعلم ومشاعره
وأفكاره.
2- إكساب المتعلم مهارة التحليل والتركيب.
3- التركيز على وظيفية اللغة واستبعاد القضايا المعقدة.
ب- في المرحلة المتوسطة:
1- التركيز على ترسيخ المهارات اللغوية والتدرج في تنميتها بكل جديد يخدم
المواقفالتعبيرية.
2- التدريب على التعبير الوظيفي.
3- تخصيص ساعات للمطالعة الموجهة.
4- تخصيص ساعات لتقنية التعبير.
5- توظيف المختبر اللغوي ( الألسنية) . .
6- الاهتمام بتعليم قواعد اللغة العربية.
ج- في المرحلة الثانوية:
1- إلغاء الامتحان التمهيدي للصف الثاني الثانوي.
2- توزيع مادة الأدب العربي، معدلة على السنوات الثلاث.
3- تدريس اللغة العربية، في المرحلة بكاملها، ولكل الفروع الحالية والمقترحة.
4- التركيز على عصر النهضة.
5- تدريب الطلاب على كتابة أبحاث أدبية موجزة.
6- دراسة علم من أعلام الأدب العربي في كل فن من الفنون الأدبية.
7- التقويم الشفهي في الامتحانات المدرسية، وامتحانات الشهادة الثانوية الرسمية
والمتوسطة.
رابعا: في المجال الاجتماعي:
1- ربط المشاريع الإسكانية بالحالة الاقتصادية، وذلك بالتعاون بين الجهات المختصة
الرسمية منها
والخاصة.
2- إنشاء مؤسسات خاصة تقوم بدراسات معمقة بغية الحد من أزمة الزواج عند الشباب
والفتيات لإنقاذ المجتمع اللبناني من هول الكارثة القادمة.
خامسا: في المجال الإعلامي:
نطالب المسؤولين بوضع حد سريع جدي وعملي للعهر الإعلامي الذي يئد الحياء والفضيلة
والحشمة وينسف كل ما يسمى بالنظام العام والآداب العامة وينتهك القيم التي دعت
إليها الأديان.