وتلبية لدعوة رئيس مجلس أمناء جامعة طرابلس سماحة الشيخ المحامي محمد رشيد الميقاتي، حضر الاحتفال في مقر الجامعة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ممثلا بالدكتور خالد قباني، الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس سعد الدين الحريري ممثلاً بنائب طرابلس معالي الوزير سمير الجسر، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بالشيخ الدكتور محمد أنيس أروادي، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الوزير عمر مسقاوي وسماحة مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا ممثلا بالشيخ هارون الحاج، وزير العدل اللواء اشرف ريفي ممثلا بالدكتور عمر الشامي، النائب محمد الصفدي ممثلاً بالدكتور مصطفى الحلوة ، والنائب روبير فاضل ممثلاً بالدكتور سعد الدين فاخوري، ورئيس الهيئة العليا لبيت الزكاة والخيرات في لبنان الدكتور محمد علي ضناوي، ورئيس المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية الأستاذ إيهاب نافع ، والشيخ الدكتور زكريا المصري ممثلاً هيئة علماء المسلمين في لبنان، ورئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في طرابلس الشيخ عبد الرزاق إسلامبولي، والدكتور عبدالإله ميقاتي رئيس جمعية العزم والسعادة الاجتماعية، والأستاذ محمد رشيد ميقاتي رئيس جمعية مكارم الاخلاق الإسلامية، وحشد من ممثلي الجمعيات والهيئات التربوية والاجتماعية والنسائية.
وبعد قص شريط افتتاح البلوك الخامس في المجمع وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية، جال الضيوف على الطوابق والأقسام الحديثة والمجهزة. ثم توجه الضيوف إلى مسرح الجامعة، حيث بدأ الاحتفال بدخول موكب عمداء وأساتذة وخريجي وخريجات الجامعة. تلاه تلاوة من القرآن الكريم لشيخ القراء الدكتور خالد بركات، ثم النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة، ثم كلمة ترحيب وتقديم من أمين سر الجامعة الأستاذ محمد حندوش.
بعد ذلك تم عرض فيلم مصور عن حصاد الجامعة تحت عنوان " جامعة طرابلس: لطرابلس ولبنان والعالم"، ضم أهم المحطات الأكاديمية والنشاطات الجامعية، وأبرز اتفاقيات التعاون مع الجامعات في خارج لبنان.
ثم ألقى الشيخ الدكتور محمد أنيس أروادي كلمة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، حيث تحدث متوجهًا إلى رئيس مجلس أمناء الجامعة والقييمين عليها معبرًا لهم عن دعم دار الفتوى لمسيرتهم النيرة التي تكمل مسيرة علماء طرابلس الأوائل في ميادين خدمة طلبة العلم الشرعي، ثم تحدث عن منهج الإسلام الوسطي المعتدل، ومما قاله: إن الجماعات التي ظهرت اليوم لم تفهم حقيقة الإسلام، وتبين فشل هؤلاء. فالإسلام لا يؤخذ من منظارهم، فحقيقته عدالة اجتماعية بين الناس. بعد ذلك، ألقى رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي كلمته ومما جاء فيها: لقد دأب رئيس الجمعية، رئيس مجلس أمناء الجامعة، سماحة الشيخ محمد رشيد الميقاتي حفظه الله، وبالتعاون مع ثلة كريمة من إخوانه الأكارم على السعي المبارك في الليل والنهار في السلم والحرب، وفي الشدة والرخاء، ورغم كل الزلازل السياسية والبراكين الأمنية، والتسوناميات الاجتماعية، والحصارات المالية الدولية، بدعوى تجفيف ينابيع الإرهاب، دأب رغم كل ذلك على بناء البشر والحجر في عصر الهدم والتخريب والقتل والتشريد في زمن الفتن والحروب، وكان شعاره على الدوام" إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب". أيها الحفل الكريم، لقد عززت جامعة طرابلس تعاونها العلمي والأكاديمي مع عدد من الجامعات العربية والتركية، وتوجت ذلك بمشاركتها في المؤتمر الثاني للجامعات التركية والعربية. ولقد حققت الجامعة نجاحات طيبة بفضل الله تعالى في البرامج المطروحة على صعيد دبلوم التأهيل التربوي والبرنامج المسائي للدراسات العليا وتعليم اللغة التركية بالتعاون مع مركز يونس إمرة للثقافة التركية والمركز الدولي لتعليم العربية للناطقين بغيرها وبرنامج التعليم عن بُعد الذي بدأت تحضيراته هذا العام تمهيداً لإطلاقه العام القادم إن شاء الله ومركز خدمة المجتمع الذي نظم خلال العام خمساً وعشرين دورة علمية وتدريبية في مجال الارشاد الأسري والمجالات التكنولوجية والفقهية والتربوية ومركز "علم وعمل" الذي يعتمد نظام الخدمة الجامعية والذي كان من أبرز إنجازاته إنشاء ومتابعة أربع صفحات دعوية على مواقع التواصل الاجتماعي منها صفحة باللغة الصينية ، وصولاً إلى المركز الدائم للغاب وإلى إطلاق العمل بكلية الآداب والتحضير الكامل لبرنامج الدراسات العليا في إدارة الأعمال وللدراسات الجامعية في مجال التربية الرياضية إننا على الرغم من أننا في بلد تعاني فيه الدولة من أزمات سياسية واقتصادية، إلا أنه يتم فيه تجفيف أمرين : تجفيف التربية من أنوار التدين الصحيح. تجفيف أعصاب معلمي الوحي الالهي في المدارس الرسمية. دولة منهوبة الموارد لا تنفق قرشاً واحداً لربط المواطن بربّه في منظومة التعليم الرسمي، وتنتظر مواطناً صالحاً، ثم تنفق المليارات لمكافحة التطرف والارهاب النابع من الفكر المغشوش والمستقى من تكفير بالمجّان من مواقع الكترونية تفوح منها روائح الدوائر الاستخباراتية العالمية وفي غياب العدل وانتشار الفقر والجهل و الظلم بكافة أنواعه وألوانه. يها الحفل الكريم ..
أما آن الأوان لعلاج هذا الوضع الخطير بطريقة علمية سلمية تصغي فيه الدولة لأصواتنا نحن معشر الأكاديميين والجامعيين والخبراء، بدل أن تصغي لنصائح مغشوشة من بعض كبار السفراء الناقلين لنزوات تجار الدماء والسلاح في العالم، والذين لا تزيد نصائحهم أمّتنا ووطننا إلا خبالاً ودماراً واستغراقاً في دوامة العنف والتطرف المصنّع بأرقى درجات الحرفية الإجرامية والعداء للإنسانية قاطبة. وأما التجفيف التشريعي الذي تطالب فيه الأمم المتحدة الدولة اللبنانية فيكمن في نسف منظومة الفقه الإسلامي في الأحوال الشخصية من خلال ما طالبت به المندوبة الدائمة للأمم المتحدة في لبنان الأسبوع الماضي من تعميم (ثقافة الجندر) أي النوع الاجتماعي والتي ظاهرها إلغاء الفوارق بين الرجل والمرأة، وحقيقتها هدم مؤسسة الأسرة عند المسيحيين والمسلمين على السواء، بعناوين براقة أثبتنا خطرها وخداعها على مدى سنوات في أبحاث علمية ودولية مطبوعة ومنشورة. وأخيرًا ألقى الرئيس نجيب ميقاتي كلمته، ومما جاء فيها: "يُسعدني أن أكون معكم اليوم، في هذا الاحتفال الذي يجمع بين العلم والإيمان، خصوصاً وأن هذا المجمّع، قد حقّق نجاحات متواصلة. فعلى الصعيد الإنشائي أضحى صرحاً تربوياً جامعاً. وعلى الصعيد التعليمي أصبح يضم كليات وإختصاصات حديثة ومتنوعة. وعلى الصعيد الطلابي بات يجمع الطلاب اللبنانيين مع آخرين من مختلف الدول الإسلامية، حيث بات مقصدا للراغبين في التزود بالعلم ،لما يقدمه من علومٍ نافعة سواءَ كان ذلك في علوم الشريعة والدراسات الإسلامية، أم في باقي الكليات بما فيها قسم الدراسات العليا". ثم توجه إلى الخريجيين قائلاً: "أيها الطلاب الأعزاء بكم وبأمثالكم، وأنتم النبتة المزروعة في أرض الوطن، تزهر المواسم عطاء، فازرعوا الارض الآن لتحصدوا في المستقبل خيرًا وفرحًا وطمأنينة. من خلالكم يكون الإبداع، فلا تبخلوا بمواهبكم لتكونوا مبدعين بحضوركم وتفاعلكم في الداخل، ومع الخارج تكتسبون دورًا لا تسمحوا لأحد بمنازعتكم عليه. بمحافظتكم على القيم والمساهمة الفاعلة في تعزيزها ترتقون بلبنانكم الى المستوى الذي يليق به كبلد حضارة وتراث. أقبلوا على العلم من دون حدود، لأن الصراع الآتي في زمن السلم ، إذا جاء ،هو صراع الأدمغة والمعرفة والتقنيات والابتكار... كونوا اليوم أكثر من أي وقت مضى دعاةً للوحدة الوطنية وللالتزام بقضايا الوطن، وشكّلوا خط الدفاع الأول عن مصالحه. دافعوا بكل ما أوتيتم عن تعاليم ديننا السموح لأن ما يشهده العالم اليوم من موجات التطرف والإرهاب، التي تتخذ من الإسلام حجة وستاراً لها، لا تمثل الإسلام في شيء".
ثم توجه إلى رئيس مجلس أمناء الجامعة سماحة الشيخ محمد رشيد الميقاتي بقوله: " بوركت الايادي التي زرعت شجرة مباركة الاصل والفروع . تحية الى مؤسس هذا الصرح سماحة الشيخ الدكتور رشيد، إلى أولاده الطيبين وإلى أعضاء مجلس الأمناء وجميع الأساتذة والعاملين" .
وختم قائلاً: "بوركت طرابلس بشبابها وشاباتها خزان العلم والمعرفة، ترفد وطننا بالمتفوقين، جيلا في إثر جيل ... ستبقى طرابلس، رائدة العيش المشترك، قناعة وممارسة، وسيبقى الطرابلسيون، طلائع بناة دولة القانون والمؤسسات. عشتم، عاش لبنان، وعاشت جامعة طرابلس". وأعقب ذلك تسليم دروع تكريمية لكل من الرئيس تمام سلام، والرئيس نجيب ميقاتي، والمفتي الدكتور عبداللطيف دريان، ومعالي الأستاذ عبداللطيف يوسف محمد رئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في دولة الكويت، والراحل الأستاذ الدكتور علي مدكور رحمه الله تعالى. وفي الختام جرى تسليم الشهادات للمتخرجين والمتخرجات من مراحل الليسانس والماجستير والدكتوراه.
|