دور وسائل الإعلام في تربية أبنائنا
الباحث
عربية الدبوسي
الاختصاص
علوم تربوية
المشرف
جامعة طرابلس / كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - لبنان
ملخص البحث

يمارس الإعلام في البلاد الإسلامية العربية- بوعي، وبدون وعي أحياناً- دوراً توجيهياً مدمراً، يسبب أكثر ما يعاني الشباب من تناقض بين قيم التربية التي تدرس له، ثم ما يأتي الإعلام لنقضه وتشكيكه فيه، الأمر الذي يوقعه في صراع نفسي وفكري.

وبينما تقابل صحافة الدول "الإيديولوجية" الخبير لتعيد نشره وفق رايها ومعتقدها وتفسيرها للأمور، تأخذ صحافتنا الخبر ذاته من وكالات الأنباء لتنشره دون تفكير فيه أحيانا، حتى اصبحت الوكالات تدسّ لهم أخباراً يعلمون أنها ستنشر كما هي، ولأن صحافتنا في مجملها تعاني عجزاً في المادة، وقصوراً في تقديم الجديد المبتكر، فإنها- وبغياب الفكرة والهدف من إنشائها- تقدم كل شيء متناقض، ولا تلتزم بفكر، ولا تعمل لهدف إلا الكسب المادية.

ب- التخطيط الإعلامي:

لما كان لوسائل الإعلام تأثيرها المعروف في تكوين اتجاهات الشباب وأفكارهم- كان التخطيط الإعلامي أمراً لازماً، وليس ذلك التخطيط الذي يوزع عدد الأغاني بالتساوي بين المطربين، وعدد التمثيليات الفكاهية والعاطفية… ولكن التخطيط الذي يعمل لتكوين الاتجاهات السلمية، والعادات المرغوبة، والتدريب العقلي، والمعرفة المتنامية، والتخطيط المرتبط بفلسفة التربية والثقافة التي تعمل الدولة لها.

ج- نشر القيم والثقافة:

للإعلام قدرة على نشر القيم وتدعيمها في الشباب، ليس عن طريق الوعظ والإرشاد، بل عن طريق التطبيق العملي لقيم الدين والثقافة، وربط الأعمال المقدمة لخدمة الأخلاق والمثل، وإيجاد القيادات الشابة من المبرزين منهم في دينهم وسلوكهم كنماذج حية لهم.

وتوجيه الشباب ليخدم دينه وثقافته بنشره بين الناس، والمشاركة في كل عمل يحقق تلك الأهداف.

ويقتضي هذا أن تقوم أجهزة الإعلام بتقديم المناهج الدراسية مسموعة ومرئية للمراحل المختلفة، بل وتتيح فرصاً أكبر للشباب بالمشاركة في تقديم البرامج المختلفة، وخاصة من أظهروا مواهب في الأدب، أو التمثيل، أو الإلقاء، أو غير ذلك من المواهب التي تحتاج إلى صقل وتوجيه وتشجيعه.

وفي ضوء ذلك فإن وسائل الإعلام مطالبة بالإضطلاع بدورها الهام والدقيق في بناء الطفل المسلم والحفاظ عليه بعد أن أصبحت هذه الوسائل تؤدي دوراً رئيسياً وتشكل رافداً اساسياً في بناء شخصيته والحفاظ على كيانه، وهذه الوسائل مطالبة بأن تضع بذرة صالحة في تربة طيبة لكي تنمو وتزدهر وتثمر، ولن يتأتى ذلك إلا بالعمل الجاد والفهم العميق والتطبيق الفعال لمعطيات الإسلام في النشاط الإعلامي الموجه للأطفال.

وهنا يصبح من الأهمية بمكان أن يلتقي الاعلاميون مع التربويين وقادة الفكر وعلماء الدين وغيرهم ممن يعملون في مجال الطفولة لوضع استراتيجية اعلامية صحيحة للأطفال، واعداد الخطط التي توفر لهم مضامين جذابة تسهم في تثقيفهم وتربيهم وتجعل منهم صناعاً صالحين لمستقبل أفضل.





مُنحت جميعة الإصلاح الإسلامية صفة المنفعة العامة.
أسست عام 1397هـ -1977م
مُرخصة رسمياً من وزارة الداخلية اللبنانية
بموجب العلم..