المؤتمر التربـوي الإسلامي الأول: 1411 ه - 1991 م
المواضيع المطروحة:

إن المجلس العلمي في معهد طرابلس الجامعي للدراسات الإسلامية ، إنطلاقاً من شعوره بمسؤوليته في بناء الإنسان الصالح والجيل الواعي المستنير والمجتمع المؤمن السعيد، عمل بالتعاون مع أهل الاختصاص في التربية والتعليم لإقامة " المؤتمر التربوي الإسلامي " من أجل البحث في طرق معاجلة المشاكل التربوية والتعليمية التي يعاني منها الناشئة والمؤسسات التربوية في لبنان وذلك تحت شعار : ( في سبيل غد أفضل وبناء إنسان أمثل ) . وبعون الله تعالى وتوفيقه ، افتتح المؤتمر التربوي الإسلامي أعماله يوم الأحد بتاريخ 5 ذي القعدة 1411هـ الموافق 19/5/1991م في مقر جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية بطرابلس - بحضور ومشاركة الهيئات الكريمة التالية :

1- دار الفتوى .

2- بعثة الأزهر الشريف في لبنان .

3- وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة .

4- جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت .

5- جامعة بيروت العربية (شاركت في حفل الافتتاح دون المناقشات والتوصيات).

6- كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية .

7- المركز الثقافي الإسلامي ومدارس الإيمان في صيدا.

8- جامعة الجنان في طرابلس .

9- المؤسسات التربوية الإسلامية في طرابلس والشمال .

10- المجلس الإسلامي للثقافة والتربية .

11- المكتب التربوي الإسلامي .

12- مؤسسة القرآن الكريم .

13- كلية الدعوة الإسلامية في بيروت .

14- نخبة من السادة العلماء والشخصيات الرسمية والعاملين في حقل التربية والتعليم.

سبع وعشرون محاضرة أُقيمت خلال ثماني جلسات من العمل عقدت في إطار المؤتمر التربوي الإسلامي ، وتمحورت حول المواضيع التالية :





1- المدرسة الإسلامية وتفعيل دورها :

حاضر حوله السادة : الدكتور أمان كبارة شعراني ، القاضي الشيخ فيصل مولوي ، الأستاذ حسن طرابلسي .

2- دور المؤسسات التربوية الإسلامية في مواجهة محاولات تغييب العقل المسلم :

حاضر حوله : الأستاذ توفيق حوري والدكتور الشيخ زكريا المصري .

3- أضواء على مقررات المؤتمر التربوي العام - الذي حدد الأهداف والمناهج التربوية:

حاضر حوله : الدكتور محمد علي ضناوي والدكتور نزيه كبارة والدكتور حسن منلا.

4-تاريخ لبنان من خلال المؤرخين المسلمين :

حاضر حوله : الدكتور عمر عبد السلام تدمري والدكتور حسان حلاق والدكتور أنيس الأبيض والدكتور محمد علي ضناوي والدكتور محمد شندب .

5- تعليم اللغة العربية من خلال القرآن الكريم :

حاضر حوله " الدكاترة " : أحمد الحمصي ، محمد قاسم ، جهاد الأيوبي ، حسن شهال والأستاذ عبد الرحمن الذهب .

6- النشاطات الطالبية وآثارها التربوية :

حاضر حوله : الدكتور مصطفى حلوة والدكتور علي لاغا والشيخ مصطفى ملص .

7- تدريس الرياضيات والعلوم باللغة العربية :

حاضر حوله : الدكتور رفيق عيدو والدكتور عبد الرحمن زيادة والأستاذة بشرى بغدادي عدرة .

8- التنشئة الوطنية :

حاضر حوله : الدكتور فوزي عطوي والدكتور نزيه كبارة والأستاذة منى حداد يكن .

وقد ترأس الجلسات المحامي الشيخ محمد رشيد الميقاتي الأمين العام لمعهد طرابلس الجامعي للدراسات الإسلامية ورئيس جمعية الإصلاح الإسلامية وشارك الحضور في الحوار والمناقشات
 

توصيات المؤتمر:

وبعد ختام المؤتمر صدر المقررات والتوصيات التالية :





أولاً : على صعيد وزارة التربية الوطنية :



يشيد المؤتمر التربوي الإسلامي النواحي الإيجابية الكثيرة الواردة في مقررات المؤتمر التربوي العام الذي دعا إليه معالي وزير التربية الوطنية وأقامه بتاريخ 18، 19 و 20 نيسان 1991م.

ويطالب بإعادة النظر في بعض المقررات التي كانت موضع خلاف وجدل، بحيث تبنى المناهج التربوية الجديدة على أساس الإيمان بالله تعالى ومعرفته ، الذي هو المحور الأساس لتكوين الإنسان الصالح المؤمن القادر على مواجهة التحديات الحضارية والثقافية بروح المحبة والانفتاح والتفاعل الإيجابي . كما يطالب بما يلي :

1-إشراك المؤسسات التربوية الإسلامية العاملة في مختلف المناطق اللبنانية بورقة عمل تربوية واحدة، تضع فيها الأهداف والتصورات والمسلمات الخاصة بكتابي : التاريخ والتنشئة الوطنية ، اللذين سيتم توحيدهما وإقرارهما في جميع المدارس الرسمية والخاصة في لبنان .



2- إنشاء مجلس أعلى للثقافة والتربية والتعليم ، تختار عناصره من مختلف المؤسسات التربوية العاملة في لبنان ، بهدف وضع الصيغ التربوية الهادفة إلى توحيد اللبنانيين .



3- تحقيق إصلاح جذري وشامل في " المركز التربوي للبحوث والإنماء " ، وتصحيح مساره بما يخدم الأهداف التربوية العليا المشتركة بين جميع اللبنانيين .



4- إعادة كتابة تاريخ لبنان برؤية جديدة وموحدة ، تستلهم الصدق والحقيقة والتجرد والانتماء للأمة في محيطها الكبير مع التأكيد على تبعية الجزء للكل وليس العكس ، وذلك بعدم الاقتصار على تدريس تاريخ جبل لبنان .



5- إعداد دراسة علمية للإسلام والمسيحية ، بالتعاون مع المراجع الدينية ، من أجل أن يفهم كل فريق الفريق الآخر بروح الانفتاح والمحبة ، وذلك في المرحلة الجامعية . لأن الإسلام والمسيحية ينطلقان من مصدر واحد . ولا بد من التفريق بين التدين الصحيح والطائفية البغيضة.



6- اعتبار مادة التربية الدينية مادة أساسية ، وإعادة إدراجها في دفاتر العلامات المدرسية .



7- إعادة صياغة المناهج التربوية والتعليمية لتشمل ما يلي :

أ- التربية الصحية على أنواعها والتربية البيئية .

ب- التربية الغذائية لإنماء وتحصيل بنية الأجيال القادمة .

ج- التربية الجنسية السليمة الملتزمة التي تحول دون انتشار الفساد في الأسرة والمجتمع .

د- التربية المهنية وتنمية المهارات وتحويل دروس العلوم الى خبرات تنفع في البيت والحياة .

هـ- التربية الخلقية والاجتماعية وإنماء روح التعاون على البر والتقوى .

و- التوعية الفكرية للمشكلات والأخطار المحدقة بلبنان والأمة العربية والإسلامية .

ز- بناء مؤسساتنا التربوية لتخرج لنا الإنسان الأمثل القادر على مواجهة التيارات الفاسدة والهجمات المعادية بطريقة حكيمة .

حـ- الاهتمام بتربية وتعليم الأجيال الناشئة على هدى القيم الدينية الأصيلة المكونة للشخصية الإنسانية لتكون مورداً ينهل منه المربون مما يساعدهم في أداء رسالتهم النبيلة .

ط- تربية وإعداد الكفاءات التربوية اللازمة لتلبية حاجة المجتمع بشكل عام .

ي- دعوة وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة لجعل اللغة العربية لغة تدريس العلوم والرياضيات في جميع المراحل - بصورة عملية وتدريجية ، والعمل على إعداد المعلمين المؤهلين لتدريس المواد العلمية بالعربية الفصحى واعتماد اللغة العربية في تعليم مواد الفلسفة وعلم النفس والمنطق في الصف الثالث الثانوي .

ق- وجوب تعزيز اللغة العربية على أنها اللغة الأم ، وهي التي تيسر تعامل لبنان مع محيطه العربي ، لا أنها لغة رسمية فحسب ، وشجب الدعوة لترويج اللهجات العامية .

ل- التأكيد على أن لبنان بلد السلم المبني على العدل واللاعنف بين أبنائه ، وضرورة الإعداد للدفاع عن الوطن ضد العدوان الإسرائيلي .

م- تحرير المناهج التربوية في مختلف فروع المعرفة من السيطرة الأجنبية ، وخاصة كتب التاريخ والتنشئة الوطنية واللغة العربية .

ن- إن التنشئة الوطنية الصحيحة يجب أن تبنى وترسخ جذورها على أساس من المبادىء والقواعد الدينية والأخلاقية الفاضلة .

س- الطائفية هي علة العلل في مجتمعنا اللبناني ، ولا يمكن إزالتها إلا بنشر التعاليم الدينية السمحاء ورفع الظلم والغبن عن فئات المجتمع المختلفة لتحقيق العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد على أسس سليمة ومتينة .

ع- التركيز على ضرورة توعية الناشئة أن إسرائيل هي الدولة الغاصبة ، وأن يتضمن منهاج التنشئة الوطنية تحليلاً لأسباب الحرب اللبنانية ودور إسرائيل في محاولة تقسيم لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات .

ف- المطالبة بإنصاف المعلمين وتحقيق مطالب أساتذة الجامعة اللبنانية ، حفاظاً على مبادىء العدالة وحرصاً على مصلحة أبنائنا الطلبة .



النشاطات التربوية :



1- التشديد على أهمية الرحلات الهادفة والمنظمة والمدروسة على أنها جزء من عملية التربية والتعليم ، إلى ( الآثار التاريخية والمناظر الطبيعية والمصانع ...).

2- عرض الأفلام التعليمية الملتزمة .

3- استغلال أوقات الفراغ بالتسلية البريئة ، وبالتهيئة لمواصلة عملية زيادة المعرفة .

4- إقامة النوادي الرياضية والكشفية والاجتماعية والثقافية الخاضعة للتوجيه الصحيح لملء أوقات الفراغ عند الناشئة .

5- إقامة المعارض الثقافية والإنتاجية لأعمال الطلاب من رسوم ومقطوعات ادبية وخلافه.

6- الاهتمام بالمدرسة الرسمية وتعزيزها ورفع مستواها التربوي والتعليمي .

7- تعزيز التفتيش التربوي ليكون فعالاً .





ثانياً: على صعيد وزارة الإعلام :



1- دعوة المسؤولين عن وسائل الإعلام بكل فروعها للالتزام بمبادىء الأخلاق والقيم التي نص عليها الإسلام والمسيحية والرؤية المشتركة لتاريخ الأمه العربية وحضارتها وثقافتها .

2- مطالبة وزارة الإعلام بضرورة التدخل الحاسم لوقف التدهور الأخلاقي الذي تسببه وسائل الإعلام المرئية ، عبر الأفلام الخلاعية والمسلسلات والدعايات الماجنة للخمور والسجائر والأزياء ، وكذلك سائر وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة .





ثالثاً: على صعيد المؤسسات الإسلامية :



1- العمل على إحياء التراث التربوي الإسلامي في لبنان والتصدي للمشكلات المعاصرة من مختلف وجوهها وإعداد مناهج جديدة لمادة التربية الإسلامية .

2- تأهيل المدرسين عن طريق إقامة دورات تدريبية أو عن طريق إنشاء معاهد لإعداد المعلمين .

3-وجوب تعزيز اللغة العربية بشتى الوسائل ، وكذلك اللغة الأجنبية باعتماد أرقى الطرق والأساليب الحديثة الناجحة لتحقيق ذلك .

4- ضرورة الرجوع الى خبرات المربين السابقين في حقول اللغة والتربية وعلم نفس الطفل ، وإلى معلمين يمارسون التعليم حالياً في مختلف المراحل .

5- اختيار النصوص القرآنية بدراية ، وإلى جانبها الحديث الشريف وبخاصة في قصصه الهادفة .

6- تنويع النصوص وتطعيمها بما يلائم الواقع البيئي ونمو الطفل ومداركه .

7- اختيار الأناشيد الهادفة ذات النغم الجميل والصور المحسوسة.

8- مساعدة أساتذة المواد العربية على التكلم بالفصحى في الصف وفي الملعب حتى تصبح اللغة ملكة عند المعلمين والطلاب .

9- الشروع بتأليف القصص الإسلامية المستمدة من قصص القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة والتاريخ ، للاستعاضة عن القصص الخرافي غير الهادف .

10- دعوة إدارات جميع المؤسسات التربوية الإسلامية لإقامة صلاة الظهر - جماعة - الطلبة مع أساتذتهم في المسجد .

11- إعداد الكتاب المدرسي النموذجي الخالي من المفاهيم والأفكار المخالفة للشريعة الإسلامية.

12- تدريس الرياضيات والعلوم باللغة العربية بصورة عملية وتدريجية .

13- تحفيظ القرآن الكريم وتفهيمه للناشئة وكذلك الحديث النبوي الشريف ...

14- إعداد الكتاب المدرسي الإسلامي الرديف للمعلم - في جميع المواد العلمية - لتعميق وغرس بذور الإيمان في قلوب وعقول الناشئة .

15- إنشاء معاهد مهنية وتكنولوجية إسلامية في لبنان .

16- مناشدة أغنياء المسلمين في لبنان والخارج ودول النفط العربية والإسلامية لدعم المدرسة الإسلامية وكليات الشريعة والدراسات الإسلامية في لبنان مادياً ومعنوياً.

17- الدعوة لإنشاء مؤسسة الدراسات الإسلامية تضم نخبة من المؤرخين المسلمين وتشارك جميع المؤسسات الإسلامية فيها ، وتهدف إلى إحياء التراث الإسلامي والعمل على نشره وتعميمه، والتصدي للمشكلات المعاصرة، وتجمع بين الأصالة والحداثة .

18- إنشاء مجلس أعلى لكليات الشريعة والدراسات الإسلامية برئاسة سماحة مفتي الجمهورية، لتحقيق التنسيق والتعاون فيما بينها.

19- تشكيل لجان لمتابعة تنفيذ المقررات والتوصيات الصادرة عن المؤتمر .



وأخيراً فإن المؤتمر يوجه شكره الخاص لجميع الهيئات والشخصيات الإسلامية المشاركة من المحاضرين والجمهور ، ولا سيما جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية بطرابلس التي استضافت المؤتمر ، ويرى في دعمهم وتأييدهم ما يفتح آمالاً عريضة أمام مستقبل هذه الخطوة المباركة ويؤكد العزم الأكيد على متابعتها بإذن الله تعالى .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

 


مُنحت جميعة الإصلاح الإسلامية صفة المنفعة العامة.
أسست عام 1397هـ -1977م
مُرخصة رسمياً من وزارة الداخلية اللبنانية
بموجب العلم..